منتدى الصداقه والتعارف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

***الموضوع (المعرفة الصوفية )

اذهب الى الأسفل

***الموضوع (المعرفة الصوفية ) Empty ***الموضوع (المعرفة الصوفية )

مُساهمة من طرف مراااام الجمعة نوفمبر 19, 2010 4:49 am

***الموضوع (المعرفة الصوفية )
الصوفيه:
تعدمعرفة الله عز وجل معرفة مباشرة – كونه حقيقة تعرف – موضوعا للمعرفة فيالفكر الصوفي,على وجه الخصوص. تبحث أما بالبرهان وإما بالشهودوالعيان.وتعرف أما بالقلوب والنفوس أو بالعقول.وهو ما تشير اليه ,وتدلعليه وتعبر عنه التصريحات والنصوص والأقوال الصوفية.وفي الوقت نفسه تدلهذه التصريحات والنصوص والأقوال على الاهتمام الصوفي بمعرفة ما ينبغي اييعرف عن هذه المعرفة المباشرة ( = معرفة الله ) مادامت المعرفة (( اولهاهو,واوسطها هو,واخرها هو )).واجد في الآية القرآنية : ( وما خلقت الجنوالانس إلا ليعبدون ) .( = الا ليعرفون ).المنطلق الصوفي والدليل المعرفيللفكر الصوفي في البحث عن معرفته سبحانه.

وعلى وفق ماسبق,ميز الفكرالصوفي في معرفة الله عز وجل بين حقيقة المعرفة الصوفية وبين معرفة حقومعرفة حقيقة.فحقيقة المعرفة هي اهمال ما تعلق بغيره سبحانه منالمعارف,ومعرفة الحق هي معرفة وحدانيته عبر ما اظهره للخلق من الاسماءوالصفات,في حين معرفة الحقيقة لاسبيل اليها.وقد حقق الجنيد هذه الفكرة علىوفق صياغته التعبيرية في معرفتين:
( الأولى ) معرفة تعرف,بمعنى الله عز وجل نفسه للخلق.وهي معرفة العامة.
( والثانية ) معرفة تعريف,بمعنى يري الله عز وجل للخلق أثار القدرة الالهية في الآفاق والانفس.وهي معرفة الخاصة.
وعليه فانه سبحانه لم يعرف في الحقيقة إلا به.وهو ما يفهم ضمنيا من المعرفتين.
اضافةالى ماسبق لاحظت انظر معرفته سبحانه,متحققة بالتجربة الصوفيةالمباشرة,وعبر الكيان الكلي الوجداني والعقلي للعارف,بعد ما يتجاوز مراتبالادراك العادي (( في محاولة لجمع شمل سائر مظاهر الكون في وحدة كاملة ))هي (( الحقيقة النهائية المطلقة )). وهنا يلتقي الفيلسوف مع الصوفي فيمحاولة معرفة الحقيقة الكاملة ومعرفة الكون ككل موحد لا كأجزاءمتفرقة.ولكنه يختلف معه في سبل تحقيق هذه المعرفة.على أن هذا الاختلافيلاحظ حتى بين صوفي واخر,وبين فيلسوف واخر.
الفكر الصوفي :
فعلىصعيد الفكر الصوفي المعرفي,تعد التجربة الشخصية سبيلا الى معرفته سبحانهلذلك اقترنت المعرفة بالتجربة على وفق المنظور الصوفي على وجه العموم,وتميزت في النظرة والتحقيق من صوفي الى آخر على وجه الخصوص.وهو ماينعكسفي الأقوال والتصريحات الصوفية.فالبسطامي عرف الله بالله بعدما ضيع مالهووقف على ما لله.وعرف البخلي الله سبحانه عبر صفة القدرة الالهية.في حينعرف ذو النون ربه بربه.كالبسطامي من قبل,كدلالة على اتفاقهما في المضمونالمعرفي,برغم اختلافهما في التعبير اللغوي.وسبيل الخراز الى معرفتهسبحانه,هو جمعه بين الاضداد في الخلق على وفق ما وصف الله نفسه في الآيةالقرآنية: ( هو الأول والاخر والظاهر والباطن ).حيث يتحقق الحكم عليهسبحانه,فهو الأول والباطن من حيث الذات ( = الوحدة ),وهو الآخر والظاهر منحيث الاسماء والصفات ( = الكثرة ).ويرى التستري أن معرفة الله تتحق (( منخلال صفاته )) و (( هي ميدان الربوبية )) إذ تتضح الصلة بين الربوالمربوب,الخالق والمخلوق,وتصبح (( معرفة الخلق سبيلا الى معرفةالخالق,ومعرفة الخالق طريقا الى معرفة الخلق )).في حين يرى الترمذي أنمعرفة الله هي معرفة أسمائه وصفاته.بينما يجعل الجنيد معرفته سبحانه فيثلاث مراتب,مرتبة على وفق مراتب الخلقة البشرية ( = الجسم والنفس والعقل).في حين يحدد الانصاري نظريته في المعرفة الصوفية بدرجات ثلاث على وفقمراتب الخلق المعرفية الثلاث وهي : العامة والخاصة,وخاصة الخاصة.حيث يضعالمعرفة ضمن نهايات المقامات الصوفية.ويرى ابن عربي تحقق المعرفة باللهعبر صفات السلب أي (( نفي مالايجوز عليه سبحانه )).(( لامن حيث الاثبات ))وهو ما تعرفه العقول من وجود الله.بينما معرفة الحق سبحانه في منظورالجيلي لاسبيل الى تحقيقها إلا بالاسماء والصفات اولا ثم الارتقاء الىمعرفة الذات ثانيا.وبناء على ذلك,تعد معرفة الله عز وجل في الفكر الصوفياطيب شىء يتذوق في الحياة الدنيا,وهي الجنة في الدنيا.وعليه فلا حياة علىالحقيقة إلا لاهل المعرفة,فهم الاحياء بحياة معروفهم ( = الله ) لاغير.وهو حسب اعتقادي تعبير ضمني عن السعادة,ودلالة صريحة على الصلة بينالمعرفة والسعادة,على وفق المنظورين الصوفي والفلسفي على حد سواء.وعليهفالمعرفة بالله هي سبب سعادة الصوفي لدى الغزالي بينما يرى ابن سبعين أنالسعادة الحقيقية هي المعرفة بالله.وبالمقابل يقرن ابن سينا السعادةبالمعرفة,وهي السعادة المتحققة للنفس الناطقة عبر معرفة الله عقلا وعلماوفيضا قدسيازفي حين يرى ابن رشد من منظور عقائدي اسلامي أن الشريعة قدنبهت على ودعت الى هذه السعادة,وهي معرفته سبحانه.كدلالة مباشرة على الصلةبين السعادة والمعرفة في المنظور الرشدي.
( اضافة الى ذلك فإن المعرفةبالله عز وجل في الفكر الصوفي تؤدي الى الحيرة والتحير,إذ مهما بلغ الصوفيمن معرفة به وعنه ومنه سبحانه,يبقى (( الحق بخلافه )).مما يعني دلالةصريحة وعلى وفق الاقرار الصوفي بالعجز عن هذه المعرفة,والمعبر عنه على وفقالمرادف اللغوي,تارة بالجهل بتعبير التستري والحلاج.وتارة بالفكرة.بتعبيرالنفري والتوحيدي وابن سبعين.)
وعليه , مهما كان الخلاف الصوفي في سبيلتحقيق المعرفة بالله,فلا بد من تضمنه نوعا من الاتفاق,وهو ما يتضح فيالحصيلة النهائية لصفات ومميزات هذه المعرفة الالهية بعد خوض غمارها حالاوصفة والتحقق فيها تجربة ووجدانا ومعاناة.فهي معرفة (( لاتخضع لمقولاتالزمان والمكان )).حيث لاكيف ولااين.ولاتنفذ,بغض النظر عن زمان ومكان وحالالصوفي,بمعنى هي معرفة ثابتة غير زائلة.وغير محدودة و (( لاتتنوع ولاتتبدل ولاتتلون ولا تزول عن معنى واحد )) هو ( معرفة الله ).ولاتزيد عبرالسماع والنظر إلا لمن لايعرف الله,ولكن لمن يعرف الله تزيد بكشف الغطاءعنه.واجد في هذه الميزة المعرفية تحقيقا لامرين:
( الأول )التخلص من الحيرة والجهل والانكار والانقطاع حيث لاانفكاك للصوفي عنها فيمعرفته سبحانه سواء في التجربة الصوفية أم في التعبير عنها.
( والثاني )الاقرار بانه سبحانه هو الواهب للصوفي معرفته.حيث يكون الصوفي عبرها ((لايرى ولايسمع الابالله )) لانه (( مع الله دائما )).كدلالة تعبيرية ضمنيةعلى أنه (( ما عرف الله على التحقق إلا بالله )).
وعلى صعيد الفكرالفلسفي المعرفي,تعد النظرة الذاتية للوجود ( = العالم ) سبيلا الى معرفتهسبحانه,لذلك اقترنت المعرفة بالنظرة الوجودية على وفق المنظور الفلسفي علىوجه العموم,وفي الوقت نفسه أخذت معرفته سبحانه (( معرفة الربوبية )) مكانةمهمة في سياق تفكير الفيلسوف وارساء فلسفته الالهية بجزئها المعروف ب ((الفلسفة الالهية )) على وجه الخصوص.فالكندي حقق معرفته بالله عبر دليلالنظام ( = دليل التدبير والعناية ) الموجود في العالم.واجدها في الوقتنفسه في فكر المحاسبي عندما حقق معرفته سبحانه عبر النظر والفكر (( النظرفي آياته,والفكر في عجائب صنعه )).
وعدها الفارابي غاية للفلسفة,كونهسبحانه (( عليه فاعلة لجميع الاشياء )),ومنظما ومدبرا لهذا العالم.وفيالوقت نفسه تظهر لفظة (( الحكمة )) مرادفة لمعرفة الله عز وجل لديه لكونها(( معرفة الوجود الواجب )) ( = واجب الوجود ).تبين إذن أن البعد المعرفيللدلالة يتحقق بدلالة البعد الوجودي في منظور الفارابي كدلالة صريحة علىمايقيم من ربط وثيق بين المعرفة والوجود.بينما عرف ابن سينا الله عز وجلمن خلال الوجود باعتباره صنع الله.فبقدر فهم الوجود تفهم معرفتهسبحانه,وبقدر محبة الوجود يكون القرب منه سبحانه وعليه تصبح المعرفة فيالمنظور السنوي طريقا الى الله ( = واجب الوجود ).حيث اجد هذه الفكرة فيتصور التوحيدي للمعرفة الالهية حينما يقر أيضا بأن أثار الله في العالم (= الوجود ) داعية الى معرفته.في حين يرى ابن رشد أن الشرع قد حث علىمعرفته سبحانه بالبرهان,دون النظر,والا تصبح المعرفة غاية الجهل والبعدعنه سبحانه.وفي الوقت نفسه تربط معرفته سبحانه كمعرفة تامة بوجودالموجودات من خلال الوقوف على السبب الحقيقي في هذه الموجودات لتعرف حقيقةالاختراع الالهي.
الخاتمـــه:
يستنتجمما تقدم من عرض أن المنظور الصوفي المعرفي هو منظور مباشر لمعرفةالله,بمعنى يقوم على طرفين بينهما صلة معرفة مباشرة,وهما : الصوفي ( =العارف ) والله سبحانه ( = المعروف ).
بينما المنظور الفلسفي المعرفيهو منظور غير مباشر لمعرفته سبحانه بمعنى أنه يقوم على أطراف ثلاثة تربطهاالمعرفة وهذه الاطراف,هي : الفيلسوف والوجود لكي تتحقق المعرفة بهللفيلسوف,وتصح العبارة في صياغة معكوسة ايضا,وكأن الفيلسوف لكي يحققالمعرفة به سبحانه ولا بد أن يمر بالوجود كشرط ضروري للتحقق المعرفي.









مع أجمل وأرق ألأمنيات.
***الموضوع (المعرفة الصوفية ) Icon_bounce
مراااام ***الموضوع (المعرفة الصوفية ) Icon_bounce


مراااام
Admin

المساهمات : 384
تاريخ التسجيل : 30/07/2009

https://al-sadaka-taarof.forumactif.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى