***الرضا في المفهوم الاسلامي
صفحة 1 من اصل 1
***الرضا في المفهوم الاسلامي
***الرضا في المفهوم الاسلامي
ثمرةالجهد في الدنيا والآخرة وغاية الحياة وهو من أعلى مقامات المقربين ومنتهىالإحسان في العمل والمكافأة وفي الحديث إن الله تعالى يتجلى للمؤمنينفيقول: (سلوني فيقولون رضاك..) والدعاء لا يخرج صاحبه عن مقام الرضا إلاإذا كان قائماً على الاعتراض على القضاء أو افتراض أفضلية الهوى على تقديرالله سبحانه وتعالى لأنه بذلك يكون دليلاً على عدم الرضا. والقواعدالشرعية هي أساس تحديد مجالات الرضا ومن ثم فإن معيار تحقيق الرضا ليسذاتياً أو مطلقاً وإنما يحدده الشرع ويربط بينه وبين الوسيلة والسبيل.ولذا كان الرضا بالمنكر معصية والرضا بالعسر لما يتوقع من اليسر أمرتعبدياً.
وقد أورد الغزالي في إحيائه كيفية الجمع بين الرضاوالكراهة (فإن قلت قد وردت الآيات والأخبار بالرضا بقضاء الله تعالى فإنكانت المعاصي بغير قضاء الله تعالى فهو محال وهو قابع في التوحيد وإن كانتبقضاء الله تعالى فكراهتها ومقتها كراهة لقضاء الله تعالى، وكيف السبيلإلى الجمع وهو متناقض على هذا الوجه وكيف يمكن الجمع بين الرضا والكراهةفي شيء واحد. فاعلم أن هذا مما يلتبس على الضعفاء القاصرين عن الوقوف. علىأسرار العلوم وقد التبس على قوم حتى رأوا السكوت عن المنكرات مقاماً منمقامات الرضا وسموه حسن الخلق وهو جهل محض بل نقول الرضا والكراهة يتضادانإذا توارد على شيء واحد على وجه واحد فليس من التضاد في شيء واحد أن يكرهمن وجه ويرضى به من وجه.. وكذلك المعصية لها وجهان وجه إلى الله تعالى منحيث إنه فعله واختياره وإرادته فيرضى به من هذا الوجه تسليماً للملك إلىمالك الملك ورضا بما يفعله فيه ووجه إلى العبد من حيث أنه كسبه ووصفهوعلامة كونه ممقوتاً عند الله وبغيضاً عنده)) وكذلك الأخذ بالأسباب وبذلالجهد هو من الرضا وليس اعتراضاً عليه.
والرضا المتبادل بين الخالقوالمخلوق هو الفوز العظيم وهما ليس أمران متضادان أو منفصلان وإنما تقومالعلاقة بينهما على أساس أن أحدهما موجب للآخر وتحقيقهما قمة المقامات،(رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم) المائدة/ 119. (يا أيتهاالنفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية..) الفجر/ 28، وهي المكافأةالتي يلقاها حزب الله ومَن اتبع هواه (والذين اتبعوهم بإحسان رضي اللهعنهم ورضوا عنه) التوبة/ 100، (رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله)المجادلة/ 22.
ولا نجد بين المتحدثين عن غاية السلوك الانساني أوالجهد البشري من يرفض اعتبار الرضا كغاية ولكن اختلافهم يكون دائماً ـ وهومعنا كذلك ـ حول معيار تحقيق هذه الغاية ومجالها. فبينما يتحدث البعض عنإرضاء غريزة ما أو غرائز معينة كمبعث لتحقيق الرضا أو إشباع حاجات دنيويةكسبيل مؤدية إلى الإحساس بالرضا نجد أن الرضا الوقتي الذي يورث عدم الرضاأو الرضا بالنتيجة المقترن بعدم الرضا عن الوسيلة أو الرضا الذاتي المؤديإلى مقت الآخرين ومقتنا إذا ما كنا في مقامهم اعتماداً على معيار ذاتي لايمكن أن تكون ثمرته دائمة شاملة ودوام الرضا وشموله لا يتحقق بالرضابالحياة الدنيا والاطمئنان إليها لما فيها من تغير وتبدل ولذا كان الإيمانبالآخرة وتحقيقه فيها ضرورة عملية وكما سبق أن بينا فالأحوط من الناحيةالمنطقية ألا يرفض الملحد أمراً لا يرى قيام دليل يقيني قطعي ع ليه ولميقم على نفيه دليل قطعي. وهو ما يجعل الرضا كمعرفة وحال وعمل بعيد المنالعليه.
والرضا بمستوى الكفاية مدعاة لإرضاء الله ببذل الجهد في حدودالاستطاعة ومن ثم يضمن استمرار الجهد لتحقيق الرضا المتبادل، ومن ثم ينشأتقدير الفرد لقيمة الجهد المبذول في إطار الشكر المؤدي إلى مستويات أعلى،حتى يصل الفرد للرضا عما يفعله لنفسه ولغيره إرضاء لربه والاستمتاع بماأحل الله وإيماناً بوحدة الخلق حتى يصل إلى (تكامل الـ نحن) فيسلك بهامقام الرضا الكامل عما أخذ وعما أعطى وعما ينتظر، (ومَن يعمل الصالحات وهومؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً) طه/ 112.
مع أجمل وأرق ألأمنيات.
مراااام
ثمرةالجهد في الدنيا والآخرة وغاية الحياة وهو من أعلى مقامات المقربين ومنتهىالإحسان في العمل والمكافأة وفي الحديث إن الله تعالى يتجلى للمؤمنينفيقول: (سلوني فيقولون رضاك..) والدعاء لا يخرج صاحبه عن مقام الرضا إلاإذا كان قائماً على الاعتراض على القضاء أو افتراض أفضلية الهوى على تقديرالله سبحانه وتعالى لأنه بذلك يكون دليلاً على عدم الرضا. والقواعدالشرعية هي أساس تحديد مجالات الرضا ومن ثم فإن معيار تحقيق الرضا ليسذاتياً أو مطلقاً وإنما يحدده الشرع ويربط بينه وبين الوسيلة والسبيل.ولذا كان الرضا بالمنكر معصية والرضا بالعسر لما يتوقع من اليسر أمرتعبدياً.
وقد أورد الغزالي في إحيائه كيفية الجمع بين الرضاوالكراهة (فإن قلت قد وردت الآيات والأخبار بالرضا بقضاء الله تعالى فإنكانت المعاصي بغير قضاء الله تعالى فهو محال وهو قابع في التوحيد وإن كانتبقضاء الله تعالى فكراهتها ومقتها كراهة لقضاء الله تعالى، وكيف السبيلإلى الجمع وهو متناقض على هذا الوجه وكيف يمكن الجمع بين الرضا والكراهةفي شيء واحد. فاعلم أن هذا مما يلتبس على الضعفاء القاصرين عن الوقوف. علىأسرار العلوم وقد التبس على قوم حتى رأوا السكوت عن المنكرات مقاماً منمقامات الرضا وسموه حسن الخلق وهو جهل محض بل نقول الرضا والكراهة يتضادانإذا توارد على شيء واحد على وجه واحد فليس من التضاد في شيء واحد أن يكرهمن وجه ويرضى به من وجه.. وكذلك المعصية لها وجهان وجه إلى الله تعالى منحيث إنه فعله واختياره وإرادته فيرضى به من هذا الوجه تسليماً للملك إلىمالك الملك ورضا بما يفعله فيه ووجه إلى العبد من حيث أنه كسبه ووصفهوعلامة كونه ممقوتاً عند الله وبغيضاً عنده)) وكذلك الأخذ بالأسباب وبذلالجهد هو من الرضا وليس اعتراضاً عليه.
والرضا المتبادل بين الخالقوالمخلوق هو الفوز العظيم وهما ليس أمران متضادان أو منفصلان وإنما تقومالعلاقة بينهما على أساس أن أحدهما موجب للآخر وتحقيقهما قمة المقامات،(رضي الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم) المائدة/ 119. (يا أيتهاالنفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية..) الفجر/ 28، وهي المكافأةالتي يلقاها حزب الله ومَن اتبع هواه (والذين اتبعوهم بإحسان رضي اللهعنهم ورضوا عنه) التوبة/ 100، (رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله)المجادلة/ 22.
ولا نجد بين المتحدثين عن غاية السلوك الانساني أوالجهد البشري من يرفض اعتبار الرضا كغاية ولكن اختلافهم يكون دائماً ـ وهومعنا كذلك ـ حول معيار تحقيق هذه الغاية ومجالها. فبينما يتحدث البعض عنإرضاء غريزة ما أو غرائز معينة كمبعث لتحقيق الرضا أو إشباع حاجات دنيويةكسبيل مؤدية إلى الإحساس بالرضا نجد أن الرضا الوقتي الذي يورث عدم الرضاأو الرضا بالنتيجة المقترن بعدم الرضا عن الوسيلة أو الرضا الذاتي المؤديإلى مقت الآخرين ومقتنا إذا ما كنا في مقامهم اعتماداً على معيار ذاتي لايمكن أن تكون ثمرته دائمة شاملة ودوام الرضا وشموله لا يتحقق بالرضابالحياة الدنيا والاطمئنان إليها لما فيها من تغير وتبدل ولذا كان الإيمانبالآخرة وتحقيقه فيها ضرورة عملية وكما سبق أن بينا فالأحوط من الناحيةالمنطقية ألا يرفض الملحد أمراً لا يرى قيام دليل يقيني قطعي ع ليه ولميقم على نفيه دليل قطعي. وهو ما يجعل الرضا كمعرفة وحال وعمل بعيد المنالعليه.
والرضا بمستوى الكفاية مدعاة لإرضاء الله ببذل الجهد في حدودالاستطاعة ومن ثم يضمن استمرار الجهد لتحقيق الرضا المتبادل، ومن ثم ينشأتقدير الفرد لقيمة الجهد المبذول في إطار الشكر المؤدي إلى مستويات أعلى،حتى يصل الفرد للرضا عما يفعله لنفسه ولغيره إرضاء لربه والاستمتاع بماأحل الله وإيماناً بوحدة الخلق حتى يصل إلى (تكامل الـ نحن) فيسلك بهامقام الرضا الكامل عما أخذ وعما أعطى وعما ينتظر، (ومَن يعمل الصالحات وهومؤمن فلا يخاف ظلماً ولا هضماً) طه/ 112.
مع أجمل وأرق ألأمنيات.
مراااام
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى