منتدى الصداقه والتعارف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

*** فلسفة الحب ...الوجدانيه .

اذهب الى الأسفل

*** فلسفة الحب ...الوجدانيه . Empty *** فلسفة الحب ...الوجدانيه .

مُساهمة من طرف مراااام الجمعة نوفمبر 19, 2010 5:36 am

*** فلسفة الحب ...الوجدانيه .
الوجد:
منالمعاني الوجدانية التي عندنا معنى نسميه بالحب كما في موارد حب الغذاءوحب النساء وحب المال وحب الجاه وحب العلم، هذه مصاديق خمسة لا نشك فيوجدها فينا، ولا نشك أنا نستعمل لفظ الحب فيها بمعنى واحد على سبيلالاشتراك المعنوي دون اللفظي، ولا شك أن المصاديق مختلفة، فهل هو اختلافنوعي أو غير ذلك؟
إذا دققنا النظر في حب ما هو غذاء كالفاكهة مثلاً:وجدناه محبوباً عندنا لتعلقه بفعل القوة الغاذية، ولولا فعل هذه القوة ومايحوزه الانسان بها من الاستكمال البدني لم يكن محبوباً ولا تحقق حب، فالحببحسب الحقيقة بين القوة الغاذية وبين فعلها، وما تجده عند الفعل من اللذة،ولسنا نعني باللذة لذة الذائقة فإنها من خوادم الغاذية وليست نفسها، بلالرضى الخاص الذي تجده القوة بفعلها،

ثم إذا اختبرنا حال حبالنساء وجدنا الحب فيها يتعلق بالحقيقة بالوقاع، وتعلقه بهن ثانياًوبالتبع، كما كان حب الغذاء متعلقاً بنفس الغذاء ثانياً وبالتبع، والوقاعأثر القوة المودعة في الحيوان، كما كان التغذي كذلك أثراً لقوة فيه، ومنهنا يعلم أن هذين الحبين يرجعان إلى مرجع واحد وهو تعلق وجدي بين هاتينالقوتين وبين فعلهما أي كمالهما الفعلي.
ومن المحتمل حينئذ أن يكونالحب هو التعلق الخاص بهذين الموردين ولا يوجد في غير موردهما لكنالاختبار بالآثار يدفع ذلك، فإن لهذا التعلق المسمى حباً أثراً في المتعلق(اسم فاعل) وهو حركة القوة وانجذابها نحو الفعل إذا فقدته وتحرجها عن تركهإذا وجدته، وهاتان الخاصتان أو الخاصة الواحدة نجدها موجودة في مورد جميعالقوى الإدراكية التي لنا وأفعالها وإن قوتنا الباصرة والسامعة والحافظةوالمتخيلة وغيرها من القوى والحواس الظاهرية والباطنية جميعها ـ سواء كانتفاعلة أو منفعلة ـ على هذه الصفة فجميعها تحب فعلها وتنجذب إليها وليس إلالكون أفعالها كمالات لها يتم بها نقصها وحاجتها الطبيعية، وعند ذلك يتضحالأمر في حب المال وحب الجاه وحب العلم فإن الانسان يستكمل نوع استكمالبالمال والجاه والعلم.

ومن هنا يستنتج أن الحب تعلق خاص وانجذابمخصوص شعوري بين الانسان وبين كماله، وقد أفاد التجارب الدقيق بالآثاروالخواص أنه يوجد في الحيوان غير الانسان، وقد تبين أن ذلك لكون المحبفاعلاً أو منفعلاً عما يحبه من الفعل والأثر ومتعلقاً بتبعه بكل ما يتعلقبه كما مر في حديث الأكل والفاكهة، وغير الحيوان أيضاً كالحيوان إذا كانهناك استكمال أو إفاضة لكمال مع الشعور.

ومن جهة أخرى، لما كانالحب تعلقاً وجدياً بين المحب والمحبوب كانت رابطة قائمة بينهما، فلو كانالمعلول الذي يتعلق به حب علته موجوداً ذا شعور وجد حب علته في نفسه لوكان له نفس واستقلال جوهري.
ويستنتج من جميع ما مر،:
أولاً: أنالحب تعلق وجودي وانجذاب خاص بين العلة المكملة أو ما يشبهها وبين المعلولالمستكمل أو ما يشبهه، ومن هنا كنا نحب أفعالنا لاستكمالنا بها ونحب مايتعلق به أفعالنا كغذاء نتغذى به، أو زوج نتمتع بها، أو مال نتصرف فيه، أوجاه نستفيد به، أو منعم ينعم علينا، أو معلم يعلمنا، أو هاد يهدينا، أوناصر ينصرنا، أو متعلم يتعلم منا، أو خادم يخدمنا، أو أي مطيع يطيعناوينقاد لنا، وهذه أقسام من الحب بعضها طبيعي وبعضها خيالي وبعضها عقلي.

وثانياً:أن الحب ذو مراتب مختلفة من الشدة والضعف فإنه رابطة وجودية ـ والوجودمشكك في مراتبه ـ ومن المعلوم أن التعلق الوجدي بين العلة التامة ومعلولهاليس كالتعلق الكائن بين العلل الناقصة ومعلولاتها، وأن الكمال الذي يتعلقبواسطته الحب مختلف من حيث كونه ضرورياً أو غير ضروري، ومن حيث كونهمادياً كالتغذي أو غير مادي كالعلم، وبه يظهر بطلان القول باختصاصهبالماديات حتى ذكر بعضهم: أن أصله حب الغذاء، وغيره ينحل إليه، وذكرآخرون: أن الأصل في بابه حب الوقاع، وغيره راجع إليه.

وثالثاً:أن الله سبحانه أهل للحب بأي جهة فرضت فإنه تعالى في نفسه موجود ذو كمالغير متناه وأي كمال فرض غيره فهو متناه، والمتناهي متعلق الوجود بغيرالمتناهي وهذا حب ذاتي مستحيل الارتفاع، وهو تعالى خالق لنا منعم علينابنعم غير متناهية العدة والمدة فنحبه كما نحب كل منعم لإنعامه.

ورابعاً:أن الحب لما كانت رابطة وجدية ـ والروابط الوجودية غير خارجة الوجود عنوجود موضوعها ومن تنزلاته ـ أنتج ذلك أن كل شيء فهو يحب ذاته، وقد مر أنهيحب ما يتعلق بما يحبه فيحب آثار وجوده، ومن هنا يظهر أن الله سبحانه يحبخلقه لحب ذاته، ويحب خلقه لقبولهم إنعامه عليهم، ويحب خلقه لقبولهم هدايته.

وخامساً:أن لزوم الشعور والعلم في مورد الحب إنما هو بحسب المصداق وإلا فالتعلقالوجودي الذي هو حقيقة الحب لا يتوقف عليه من حيث هو، ومن هنا يظهر أنالقوى والمبادئ الطبيعية غير الشاعرة لها حب بآثارها وأفعالها.

وسادساً: يستنتج مما مرّ أن الحب حقيقة سارية في الموجودات.









مع أجمل وأرق ألأمنيات.
*** فلسفة الحب ...الوجدانيه . Icon_bounce
مراااام *** فلسفة الحب ...الوجدانيه . Icon_bounce


مراااام
Admin

المساهمات : 384
تاريخ التسجيل : 30/07/2009

https://al-sadaka-taarof.forumactif.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى