منتدى الصداقه والتعارف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

***لا تعارض بين الدعاء والقضاء

اذهب الى الأسفل

***لا تعارض بين الدعاء والقضاء Empty ***لا تعارض بين الدعاء والقضاء

مُساهمة من طرف مراااام الجمعة نوفمبر 19, 2010 5:48 am

***لا تعارض بين الدعاء والقضاء
الـــدعـــاء:
(يَمْحُو اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعندَهُ أمُّ الكِتاب) .(الرعد / 39)
(إنّ الدّعاء يردّ القضاء، ينقضه كما ينقض السلك، وقد أبرم إبراما)(16) .
(ادع الله عزّ وجلّ، ولا تقل إنّ الامر قد فرغ منه)(17) .
وفيالحديث عن موضوع الدعاء، وعن الاستجابة وتغيير الامور، ورفع ما قدر، ودفعما قد يقع من الامور والحوادث التي تحل بالإنسان، من المحن والشدائد،والحوائج، والذنوب . . .الخ .
في الحديث عن ذلك كله، لا بدّ لنا من أن نتحدّث عن علاقة (القضاء والقدر)، وعن علاقة (علم الله وإرادته) بالاستجابة للدعاء،
ونبيّن كيف يصّح تغيير الامور ورفعها وإبطالها بعد تقديرها في قضاء اللهوتقدير وجودها، وحصولها في علمه، وهل يترتّب على ذلك التغيير نتائج عقيديةتؤدي الى القول بتغيير علم الله، وبطلان قضائه وقدره وفق مشيئة الإنسان ،وبالتالي تغيير مشيئة الله؟

وكيف يغيّر الله الحوادث بعد إبرامها؟
هل كان يجهل ما هو صالح من الامور، ولم تتّضح له إلاّ بعد الدعاء، وشكوى العبد من مرارة البلاء؟ وهو المنزّه عن ذلك .
أو أنّ أفعاله تعوزها الحكمة والاتقان فتأتي مضطربة تحتاج الى تصحيح وتسديد، وهو المنزّه المتعال؟

حقيقة العلاقة بين قضاء الله وقدره
إنكثيراً من الناس الذين يجهلون حقيقة العلاقة بين قضاء الله وقدره، وعلمهبالامور والحوادث من جهة، وبين تغيّرها من حال إلى أخرى، أو رفعهاوإبطالها من جهة أخرى يثيرون زوبعة من الشكوك والغبار حول الدعاء،ويتوهمون تغير علم الله تعالى، وإرادته .
فيكون لله تعالى مع هذا التغيير ـ كما يتصّور هذا الفريق من الناس ـ علمان وإرادتان:
علموإرادة سابقة على التغيير، وهما اللّذان ثبتا تقدير الشيء على حالتهالاولى، وعلم وإرادة حين التغيير، وهما اللّذان أحدثا التغيير، والتبديلالجديد، بعد حالته الاولى .
وهذا يعني بالنتيجة أنّ علم الله سبحانه وإرادته متناقضتان وقاصرتان عن تحقيق خير الوجود، ودقّة نظامه .
ولتصحيح هذا المفهوم، وردِّ هذه الشبهة، لابدّ للانسان المسلم من أن يفهم:
أولاً ـ أنّ تغيير الامور بابدالها، أو رفعها عن الإنسان ، بسبب الدعاء لا يعني تبعية إرادة الله لارادة الإنسان ، ولا يعني بطلان
القضاءوالقدر، لان تغيّر الحوادث يجري أيضاً وفق قضاء وقدر ناسخ للقضاء والقدرالاول، فهما قضاء وقدر واحد في تقدير الله ومشيئته، وما التعدّد والفاصلالزمني إلاّ أمر مرتبط بذات الحوادث الجارية في عالم الإنسان .
ثانياًـلا يعني تغيّر الاشياء والحوادث بسبب الدعاء، تغيّر علم الله، ذلك لانالله سبحانه بحكمته ولطفه، ورحمته بعباده، قد جعل بقضائه وقدره أيضاًوسابق علمه دعاء الدّاعي عند، وقبل، وبعد نزول البلاء به، أو انقطاعحوائجه عنه، سبباً لكشف البلاء، أو غفران الذنب، أو قضاء الحاجة .
فسببيةالدعاء بهذا الاعتبار جزء من قضاء الله وقدره، وليس خارجاً عنهما أومتعارضاً معهما، أي إنّه حقيقة مقدّرة في قضاء الله لدفع ما قدّر، شأنهافي القضاء شأن بقيّة الحقائق التي وقعت على الإنسان ، كالحاجة، والمرض،والمحنة . . . الخ . ولكشف غوامض هذا الموضوع فلنقرأ الآيتين الآتيتين،مشفوعتين بايضاح وتفسير من قبل الحديثين المرويين عن الإمام جعفر بن محمدالصادق (عليه السلام)، والآيتان هما:
( . . . ومَن يَتَوكَّل عَلى اللهِ فَهوَ حَسبُهُ إنَّ اللهَ بالغُ أمرِهِ قَد جَعَلَ اللهُ لِكُلّ شَيء قَدرا).(الطلاق / 3)
( . . . صُنعَ اللهِ الَّذي أتْقَنَ كُلَّ شَيء إنَّهُ خَبيرٌ بِما تَفعَلُون) .(النمل / 88)
ففيالآية الاولى نقف على حقيقة هامّة في قضاء الله وتقديره . فهو سبحانه قدجعل لكل شيء في عالم الموجودات قدراً من الزمان والمكان والوجودوالمكوّنات والنتائج والغايات . . . الخ، بما يناسبه ويحقق الحكمةوالمصلحة من وجوده، وإنّه سبحانه مدركه، ومحققه، ولا يمكن أن يفوته، أويعجزه تحقيقه .
والآية الثانية تلقي مزيداً من الضوء على الآية الاولى(صنع الله الذي أتقن كلّ شيء ) فكلّ شيء حسب منطوق الآية هو متقن، وليسهناك من ثغرة، أو نقص، أو عبث، أو جهل، في هذا الوجود .
فحياة الإنسان، وما يجري عليه من الامور ـ وفق منطوق الآيتين ـ (مقدرة ـ متقنة)، وهي منأمور الله التي يجب أن يحققها بعد أن يثبت صلاحها في علمه وحكمته .
(إنّ الله بالغ أمره) وليس لشيء أن يتمرّد على إرادة الله أو مشيئته
وقد أمدّنا القرآن بشواهد ونماذج واقعية من دعاء الانبياء، واستجابة الدعاء لهم بعد وقوع البلاء بهم، وتغيير الحوادث والوقائع:
(ونُوحاً إذ نَادى مِن قَبلُ فاستَجَبْنا لَهُ فَنجّيْناه وَأهلَهُ مِن الكَرْبِ العَظيم) .(الانبياء ـ 76)
(وأيّوبَإذ نادى ربَّهُ أنّي مسَّني الضُّرُّ وأنتَ أرْحمُ الرَّاحمين *فاسْتَجَبْنا لَهُ فَكَشَفْنا ما بِهِ مِن ضُرٍّ وآتيناه أهلَهُومِثْلَهُمْ مَعَهُم رَحمةً من عِندِنا وِذكرى للِعابدين) .(الانبياء / 83ـ 84)
(وذا النُّون إذ ذَهَبَ مُغاضباً فَظَنَّ أن لَن نَقدِر عليهفَنادى في الظُّلمات أن لا إلهَ إلاَّ أنْتَ سُبحانَكَ إنّي كُنْتُ مِنالظَّالمين * فاسْتَجَبْنا لَهُ وَنجَّيناه مِن الغَمِّ وَكذلِكَ نُنْجِيالمُؤمنين) .(الانبياء / 87 ـ 88)
(وزكريّا إذ نادى ربّهُ ربّ لاتذَرني فَرداً وأنت خَيْرُ الوارثين * فاسْتَجَبنا لَهُ وَوَهَبنا لَهُيحيى وأصْلحنا لَهُ زَوْجَهُ . . .) .(الانبياء / 89 ـ 90)
فهذا العرضالقرآني الصريح يكشف لنا بوضوح تام، العلاقة السببية بين الدعاء وتغيرالحوادث والوقائع الجارية في دنيا الإنسان . وإنّ كل هذه الحقائق تجري وفقالحقيقة الكبرى التي عبّر عنها الوحي الإلهي بقوله:
( . . . لِكُلّ أجَل كَتابٌ * يَمحُو اللهُ ما يشاءُ ويُثبِتُ وعِندهٌ أمُّ الكِتاب) .(الرعد / 38 ـ 39)
فاللهيغير ويبدّل الامور والحوادث بمشيئته، ووفق إرادته وقضاء محكم وترابطالتقدير وليس هدماً طارئاً للقضاء والقدر الذي ثبت بحكمة الله ومن غيرتقدير، أو علم إلـهي مسبق .
أمّا الحديثان اللّذان يوضّحان أن الدعاءإنما يقع سبباً وفق قضاء الله، لتنفيذ ما أراد الله وقضى بخفي علمه ولطفه،من تغيير الحوادث والوقائع التي ستحدث:
(إذا ألهِمَ أحَدُكُم الدعاءَ عندَ البَلاء فاعلموا أنَّ البَلاء قصير)(18) .
(إنالله عزَّ وجلَّ لَيَدفَع بالدعاء الامر الذي علمه إن يدعى له فيستجيب،ولولا ما وفّق العبد من ذلك الدعاء لاصابه منه ما يجثّه(19) من جديدالأرض)(20) .
وبالتأمل بنص هذين الحديثين، والتدقيق بهما والوقوف عندالعبارات (ألهِم)، (الامر الذي علمه ان يدعى له فيستجيب)، (ولولا ما وفقالعبد)، وبالوقوف عند هذه العبارات، نجد أنّ الالهام والتوفيق من اللهكانا لسابق علم الله بأنّ العبد سيبتلى وإنّ الله يريد المنّة عليه واللطفبه، فقضى بحكمه أن يلهمه الدعاء ويوفقه إلى المسألة بكشف الضرّ عنه، فيكشفعنه ضرّه، ويجيب له طلبه تعبيداً للانسان، وإشعاراً له بحاجته إلى اللهسبحانه، وبفضل الله ولطفه به .

الخاتمـــه:
وبدايتّضح لنا انّ علم الله وقضاءه لا يتناقضان مع الدعاء، وانّ التغيّر فيالاحداث والوقائع التي تجري على الإنسان إنما تجري وفق علم مسبق بحدوثالشيء وبتغيره، وان هذا التغيير جرى على أساس من قاعدة السببية الجاريةعلى كل حقيقة في عالم الإنسان .
وإن العلم الإلهي والقضاء محيطان بهذا التغيير وسابقان له ولا شيء يكون جديداً أو متعارضاً مع قضاء الله وعلمه.
فاللهيعلم بالحوادث، وبتغييرها، وعلى أساس هذا العلم كان القضاء، قضاء بوقوعالحوادث، وقضاء بجعل الدعاء سبباً للتغيير، وقضاء بالتغيير .









مع أجمل وأرق ألأمنيات.
***لا تعارض بين الدعاء والقضاء Icon_bounce
مراااام ***لا تعارض بين الدعاء والقضاء Icon_bounce


مراااام
Admin

المساهمات : 384
تاريخ التسجيل : 30/07/2009

https://al-sadaka-taarof.forumactif.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى