منتدى الصداقه والتعارف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

***العقل .. وعالم ما بعد الموت

اذهب الى الأسفل

***العقل .. وعالم ما بعد الموت Empty ***العقل .. وعالم ما بعد الموت

مُساهمة من طرف مراااام الجمعة نوفمبر 19, 2010 6:48 am

***العقل .. وعالم ما بعد الموت
ـ حرية الفكر:
كلشيء يقبل التساؤل والنقاش حتى الأديان. هذا حق لا ريب فيه، ولكن لمن يعطىهذا الحق؟ يسأل الطفل عن كل ما يراه: ما هذا؟ مَن أوجده؟ ولماذا وجد؟ويفرض الأب السكوت على طفله لا لعجزه عن الجواب، بل لأن عقل السائل لايتسع لشيء. ومهما عظمت مقدرة الأب فإنه لا يستطيع أن يدخل الأرض فيالبيضة. ومهندس العمار لا يمكنه أن يبني قصراً من حبل الرمل. وأجمل ما قيلفي ذلك: ((انه عجز في المقدر لا فيا لقادر، وفي الفعل لا في الفاعل)).كذلك نحن الرجال كالأطفال في عقولنا لا ندرك النظريات والحقائق العلمية.وان تقدمنا في السن ما لم نؤهل أنفسنا بالدراسة للتفكير العلمي، فإذا درسالإنسان وتعلّم أصبح عالماً في مهنته فقط، أما في غيرها فيبقى على جهلهكالطفل لا فرق بينه وبينه إلا أن الكبير يشعر بقصوره عن التفهم دونالصغير. إذ لا يحق للفيلسوف أن ينكر على الفلاح معرفته بالزراعة تماماًكما لا يسوغ للفلاح أن يناقش الفيلسوف في منطقه واستنتاجه، فكل منهما عالمبما يجهله الآخر، هذا، مع العلم إن ما توصل إليه العالم المتخصص في موضوعدراسته ليس إلا قطرة من بحر.
(وما أوتيتم من العلم إلا قليلا) الإسراء/ 86.
إذنحرية الفكر تعطى لأصحاب الفكر الذين يمتازون بالقدرة على الملاحظة ومعرفةالمقاييس، أما الجاهل فهو كالطفل لا يتسع فكره لإدراك الحقيقة، فكيف يسمحله بأن يكون صاحب الرأي في مجال العلم والتحقيق؟! إن اطلاق العنان للجهالوالأطفال معناه الفوضى والانهيار. إن القوة شرط أساسي في الحرية بشتىأنواعها، فقوة الوعي والنضوج شرط لحرية التفكير، وقوة المال شرط لحريةالشراء، وقوة الصحة شرط لحرية العمل والسفر.
ومصطفى محمود يعترف بهذهالحقيقة، حيث قال في كتابه (الله والإنسان): ((لا تستطيع أن تختار شيئاًإلا إذا كنت تملك ثمنه، وإذا كنت لا تملك شيئاً تستطيع أن تنتحر))، وقالفي مكان آخر: ((أستطيع أن أمتنع عن الأكل، ولكني لو امتنعت عن الأكل فإنيأموت، وبالتالي تموت حريتي معي)) وعلى هذا الأساس يصح القول: ليس لإنسانأن يناقش ويرفض إلا إذا توفرت له قوة التمييز والمعرفة.
وقد تكلمالمؤلف عن (الله والإنسان) وحق عليَّ وعلى كل منصف أن يعترف بأنه يملكالخبرة الكافية في كثير من أمراض المجتمع وعلاجها، وقد ظهرت هذه الخبرة فيكلامه عن الحرية، ومنطق اللص، ومعنى التقدم، وأبدى ملاحظات دقيقة ونافعة.أما أسلوبه فعطر وزهر، وليته أطال الكلام عن الإنسان وحصر موضوعه فيهوحده، وترك الحديث عن ((الله)) لذوي الاختصاص، ولو فعل لسلم من تهمة القولبلا دليل، ومن الجزم في مقام الشك.
ـ الكلب المتدين:
((هلرأيت الخوف والذهول في عين الكلب، وهو يتأمل ورقة طائرة في الهواء. انه لايرى الهواء .. وأراهن أنه ينظر إلى الورقة كما ينظر إلى مخلوق حي .. ويظنأن بها روحاً تحركها، انه كلب متدين)).
ونحن نفترض الصدق ـ جدلاً ـ فيهذا القول، ولا ناقش مدعيه، لأننا نجهل لغة الكلاب، وقراءة أفكارها ولكننانسأل الكاتب: إذا كان الأمر كذلك فماذا يكون؟ وما هي النتيجة اليقينيةلخوف الكلب من الورقة؟! لنفترض أن النتيجة هي تدين الكلب، وان هذا التدينكان بدافع الخوف من الورقة فهل لازم ذلك ان تدين الفيلسوف الحكيم الذييؤمن بالله تماماً كتدين الكلب؟! وإذا كانت عقول الفلاسفة وكل مَن آمن بماوراء الطبيعة ((كعقول)) الكلاب، فمن أي نوع هو عقل الكاتب؟! وبماذا نسميهذا الاستدلال؟! هل نسميه دليل الاستقراء، أي ان الكاتب تتبع عقولالمؤمنين بالله من الناس واحداً واحداً، ثم تتبع عقول الكلاب((المتدينين)) الواحد بعد الآخر، ولما رآها متشابهة من جميع النواحي بهذهالنتيجة الحتمية؟!
وأقسم قسم حق وصدق ان أدلة الملحدين كلها من هذا النوع تغرق في بحر من المتناقضات، وتتبخر مع الهواء بلا مدلول معقول.
ـ الموت:
((النفسظاهرة من ظواهر الجسم، إنها الحرارة المنبعثة من الفرن. وإذا انطفأ الفرن،وتحول إلى رماد انطفأت وضاعت ... إن دعوى الخلود الشخصي لا يسندها العلمكما ان الدواعي الاجتماعية التي استلزمت افتراض بقائنا بعد الموت قد انتهت... ان دوران العجلة في المعمل يستطيع أن يولد حرارة وكهرباء وضوءومغناطيسية ... والإنسان أيضاً ظاهرة مؤقتة .. وهو يموت كغيره منالظواهر)).
يعي الكاتب انه لا حشر ولا نشر ولا عالم آخر غير عالمناهذا، ودليله إن النار إذا انطفأت تحول الحطب إلى رماد، وإن العجلة في مولدالكهرباء إذا توقفت انقطع التيار الكهربائي، فكذلك الإنسان إذا مات! وهذاالدليل تماماً كالدليل السابق على أن الإنسان المؤمن كالكلب المتدين الذيخاف من الورقة! ولا أدري ما هي العلاقة بين انسان مثقف كمصطفى محمود، وبينالحطب الذي يستعمله للطبخ والتدفئة، كما خفي عليَّ وجه الشبه بينه وبينالعجلة في المعمل الذي يولّد الكهرباء؟! وهل تستطيع الأشجار والحيواناتوالمصانع وكل ما في السماء والأرض ما عدا الإنسان أن تكتب مقالاً واحداًيشبه مقالاً من كلمات المؤلف في مجلة ((روز اليوسف))؟! وهل لها نثر كنثرهالساحر الممتع؟! لا يا أستاذ ... إن الفرق كبير بينك وبين القلم الذي تكتببه.
ومهما يكن، فإن فريقاً من الذين أنكروا اليوم الآخر قد اعتمدوالإنكارهم على أن العقل نوع من المادة، وانه في جميع وظائفه جزء من الجسمينمو بنموه، ويفنى بفنائه، فهو أشبه شيء بالتنفس والإفراز، فكما انه لاتنفس ولا إفراز بلا جسم كذلك لا عقل بدونه.
ـ الجواب:
أولاً:إذا نظرنا إلى أدلة القائلين بأن العقل نوع من المادة نجدها مصادرة علىالمطلوب، حيث يتخذون أدلتهم من الدعوى نفسها. كقولك: ((زيد هو ابن نزاربدليل أن نزاراً أب لزيد)) هذا، ومع الموافقة والتسليم بأن العقل جسم فإنكثيراً من العلماء ذهبوا إلى أن الجسم لا يفنى، وان التغيرات التي تحدثفيه ان هي إلا انتقال وتحول من صورة إلى أخرى بطريقة مطردة.
ثانياً:من المعلوم لدى الجميع ان عمل العقل هو ملاحظة الحوادث، وتمييز بعضها عنبعض، والبحث عن عللها وأسبابها، ثم استنتاج الحقائق، وكثيراً ما تنتقل منحقيقة عقلية إلى أخرى مثلها، فتكون العملية ذهنية تأملية صرف بحيث لا يمكنبحال أن ترجعها ـ من غير جدل ونقاش ـ إلى المادة، لأن المادة لا تدركنفسها بنفسها، ولا يكذب ما شهدت به. ان العين ترى الشمس جرماً صغيراً،والعقل تكذبها، فلو كان مادة كالعين لكذبت المادة نفسها وحكمت على الشيءالواحد بأنه كبير وصغير.
ثالثاً: إن العلماءقارنوا مقارنة دقيقة بين قوى الإدراك ووزن المخ، ومقدار سطحه، وعددتلافيفه فلم يجدوا فرقاً بين رأس اينشتين ورأس أي همجي. ولو كان العقل هوالمخ لتنوعت الرؤوس بتنوع العقول، ولوجب أن نجد فجوات وآفاق في المخ إذانسي بعد الحفظ، وأن يحصل الالتئام إذا تذكر بعد النسيان. إن الآلة التيتعطيك صوتاً خاصاً أو حركة معينة لا تعطيك غيرها إلا إذا غيرت فيها وبدلت.والظواهر المختلفة المتباينة لا تصدر عن مادة واحدة بشكلها وموضوعهاوحقيقتها.
وبتقريب ثانٍ إن للجسم خصائص، أظهرها إذا قبل شكلاً منالأشكال، كالتثليث فلا يقبل غيره من التربيع والتدوير إلا بعد زوال الشكلالأول، وإذا قبل صورة من نقش أو رسم فلا يقبل أخرى. فإذا رسمت صورة علىلوحة أو ورقة فلا يمكنك أن ترسم عليها شيئاً غيرها حتى تمحي الأولى، أماالعقل فتتراكم فيه الانطباعات المختلفة والصور المتنوعة من المحسوساتوالمعقولات دون أن تمحي الأولى، بل تبقى كاملة، وتزداد قوة بالثانية، لأنالإنسان يزداد فهماً كلما ازداد علماً. وهذه صفة مضادة لصفات الأجسام التييلحقها الفتور والكلل كلما تكدست عليها الأثقال.
أما القول بأن العقللا يوجد من غير مخ فأمر لا أستطيع الجزم به وكل ما أعلمه أن الجسم لا يدركمن غير عقل، وان العقل اسم مجرد نطلقه على عملية التفكير والنظر، وانهيغاير المادة، والمادة تغايره. أما افتقار العقل إلى الجسم فعلمه عند ربي،كما إني ما زلت أجهل نوع العلاقة بين العقل والمخ، وهل هي علاقة حالّومحل، أو كعلاقة الحياة بالجسم، أو كعلاقة الآلة بمديرها. الله أعلم. وإذاعجزنا عن تصور وجود العقل بلا مخ، وعن نوع العلاقة بينهما فذلك لنقص فينانحن لا لعدم امكانه في ذاته.
وبالتالي، فإن مصطفى محمود أنكر العالمالآخر، لأنه عجز عن رسم خريطة أو صورة هندسية له. أما سقراط وأمثاله منأرباب الذكاء والفكر فقد حكموا على الذين جحدوا يوم الحساب والجزاء بمايعملون من خير أو شر، حكموا عليهم بأنهم أموات في صور متحركة كصور الأفلام.







مع أجمل وأرق ألأمنيات.
***العقل .. وعالم ما بعد الموت Icon_bounce
مراااام ***العقل .. وعالم ما بعد الموت Icon_bounce

مراااام
Admin

المساهمات : 384
تاريخ التسجيل : 30/07/2009

https://al-sadaka-taarof.forumactif.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى